يسهم البحث العلمي كما هو معلوم و بشكل كبير، في حل المشكلات التي تعاني منها الأمم والمجتمعات، بشتى أنواعها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وذلك بما يوفره لها من حقائق وابتكارات، تساعد في تحسين نوعية الحياة ، حتى غدا البحث العلمي والتطوير،هو الأساس في رقي المجتمعات ونهضتها ، من خلال الإبداع ووضع الحلول للمشكلات والآفات الاجتماعية و الصحية والبيئية , وتحسين الموارد الطبيعية المتاحة والنهوض بالقدرات العلمية والبشرية والمادية وتحسين كفاءة استخدامها .
وتدل نتائج الدراسات الحديثة على وجود ترابط وثيق بين نصيب الفرد مما تنفقه الدول على البحث والتطوير ودخل الفرد، بحيث يتضح بجلاء ارتفاع دخل الفرد في الدول التي يرتفع فيها الإنفاق على البحث العلمي والتطوير , إضافة إلى ذلك فإن علاقة طردية توجد بين عدد العلماء والمهندسين العاملين في البحث العلمي وبين دخل الفرد وتحسين مستوى حياته و الرفع بالتالي من مستوى التنمية.
ويتخذ البحث العلمي أنواعا شتى ، فمنه البحث الأساسي والذي يهدف إلى اكتشاف المعرفة وتطوير النظرية وتنقيحها ، ومنه البحث التطبيقي والذي يستهدف تطبيق النظرية أي تطبيق نتائج البحث الأساسي لحل المشكلات العملية ، ومنه البحث الكمي والبحث النوعي ومنه البحث الوصفي و التجريبي ...، لكن ظهر في أواخر القرن الماضي وانتشر، نوع آخر من أنواع البحث العلمي أكثر التصاقا بمشكلات الحياة اليومية والحياة المهنية داخل المؤسسات ، وهو البحث الإجرائي أو البحث التدخلي Research Action .
وكما هو معلوم ، كانت المدرسة في طليعة المؤسسات التي عملت على الاستفادة من جميع أنواع البحوث العلمية بما فيها البحث الإجرائي ، وتوظيفها لحل المشكلات التي تعترض المعلمين أثناء قيامهم بمهامهم التربوية وتحسين مستوى الأداء و الرفع من مردودية المدرسة ومن فعالية نظام التعليم بشكل عام .
إن البحث الإجرائي عملية يقوم خلالها المعلمون والعاملون في الحقل التربوي بشكل عام ، بدراسة وتأمل ممارساتهم ، لحل المشكلات الواقعية التي تواجههم في عملهم ، بهدف تحسين تلك الممارسات.
فتزداد بذلك ، فعالية الممارسة التربوية للمعلمين خاصة حينما تستند إلى بيانات ناتجة عن ملاحظات منظمة وعن أساليب معروفة في جمع البيانات ، كما تزداد الفعالية كلما وظفوا أساليب وتقنيات منتظمة في مشاهداتهم وفي جمع وتنظيم البيانات .
المصدر: شبكة الصحيفة العربية الإلكترونية